مراجعة وتقييم Shadow of the Erdtree: رحلة جديدة في أعماق الظل

بعد طول انتظار، يعود عشاق Elden Ring إلى عالم The Lands Between في مغامرة جديدة ومثيرة مع إضافة Shadow of the Erdtree، وتحمل هذه الإضافة المنتظرة وعودًا كبيرة، فهي تقدم عالمًا جديدًا كليًا لاستكشافه، وقصة غامضة تدور حول Miquella، أحد أكثر الشخصيات غموضًا في اللعبة الأصلية.

لكن هل إضافة Elden Ring: Shadow of the Erdtree ترقى إلى مستوى التوقعات المأمول منها؟ هل تقدم تجربة لعب جديدة ومثيرة للاهتمام؟ هل تكشف عن أسرار جديدة كانت مخبأة حول عالم اللعبة وتاريخه؟ وهل تقدم تحديات جديدة تستحق أن يخوضها اللاعبون؟

في هذه المراجعة السريعة، سنغوص قليلًا في أعماق Shadow of the Erdtree، ونستكشف عالمها الجديد، ونحلل بعض من أجزاء قصتها، ونقيم طريقة اللعب والتحديات والصعوبات التي تقدمها. لكن ما يهمنا أكثر هو ما إذا كانت هذه الإضافة تقدم قيمة حقيقية للاعبين، وما إذا كانت تستحق وقتكم ومالكم مقابلها وستركز بشكل أساسي على قصة وعالم اللعبة “دون حرق”.

تمهـيد

في إضافة Shadow of the Erdtree المنتظرة للعبة Elden Ring، سنبحر في أعماق عالم جديد ومظلم، لنكشف النقاب عن فصول جديدة من التاريخ الغامض لأرض “The Lands Between” وفي منقطة جديدة كلياً، يمكن تسميتها بخريطة جديدة منفصلة، ويطغى عليها ظل شجرة Erdtree حيث وطأت قدما Marika لأول مرة.

تنطلق القصة هذه المرة من استدعاء غامض لشخصية Miquella، وهو أحد الشخصيات المحورية في اللعبة الأصلية، إلى أرض الظل لتسير على خطاه، وعلى الرغم من عدم ظهوره بشكل مباشر في اللعبة الأصلية، إلا أنه كان يلعب دورًا مهمًا في خلفية القصة.

ملاحظة: لا تقلق عزيزي القارئ، فهذه المرة قد تمت ترجمة اللعبة بشكل رسمي الى اللغة العربية من خلال النصوص والقوائم، وهو أمر سيسهل عليك بكل تأكيد فهم وتفسير الكثير من الغموض.

Miquella شخصية محورية عادت الى قلب القصة

نشير هنا الى أن Miquella عبارة عن Empyrean كما يعلم محبي اللعبة، أي نصف سيد لم يذكر تحديدًا ما اذا كان انثى أو ذكر، لكن ما يميزه أكثر هو أنه توأم Malenia التي يعرفها الجميع، حيث تم ذكره في العديد من الأوصاف والأحداث أثناء مجريات اللعبة الأصلية، وتشير بعض النهايات إلى أنه قد يكون لا يزال على قيد الحياة

يلعب Miquella دورًا رئيسيًا في Shadow of the Erdtree، ولكن هذه المرة ستكتشف المزيد عن ماضيه المعقد وأهدافه الغامضة للغاية، وستتعرف على علاقته بأرض الظل، وستكتشف الدور الذي يلعبه في رفع اللعنة التي تحيط بها، وهو بالمناسبة الشخص الذي أنشأ شجرة Haligtree.

ظهر Miquella في العروض الدعائية في حالة غريبة ومبهمة، ربما يكون في حلم عميق أو حالة من الجمود. في أثناء تقدمك ف اللعبة، ستعتقد أنه تم نقله إلى أرض الظل من قبل سيد الدماء Mohg Lord of Blood مفتاح الدخول الى التوسعة الجديدة، ولكن دوافعه وأهدافه في هذه الأرض الجديدة لا تزال غامضة.

من خلال التجوال بين الشخصيات الغير قابلة للعب، ستعلم أن حلم Miquella هو في انشاء عالم مثالي خالٍ من اللعنات، وقد ترى كيف تحاول تحقيق هذا الحلم في أرض الظل، فهل تستطيع مساعدته في تحقيق حلمه؟ أم أنه عدو محتمل؟ أو أنه شخصية مأساوية محاصرة في أرض الظل.. الإجابة النهائية تبقى بين يديك كلاعب.

عالم جديد مليء بالأسرار

تعد أرض الظل عالمًا جديدًا كليًا لم يتم استكشافه في اللعبة الأصلية. إنها أرض محاطة بالغموض والظلام، وتخفي في طياتها أسرارًا قديمة ومخلوقات غريبة، حيث ستواجه في هذه الأرض تحديات جديدة وأعداء أقوياء، وستكتشف المزيد عن ماضي Miquella ودوافعه.

في Shadow of the Erdtree، وفي أعماق “أرض الظل” (The Land of Shadow)، ستجد عالمها الجديد كليًا يختلف تمامًا عن عالم The Lands Between الذي نعرفه. إنها أرض قاحلة ومظلمة، تعكس مأساة Miquella وحلمه المحطم.

تصميم البيئة هنا مذهل ومثير للقلق في آن واحد وألوانه تعطي إنطباعًا باليأس، بأشجارها الذابلة وأطلالها المهيبة. فكل ركن من أركان هذه الأرض يروي قصة حزينة عن عالم لم يكتب له الازدهار، يعكس الفناء والاضمحلال والموت المرتبط بكل كيان تراه أمامك، وفي كل زاوية ومعلم وروح.

على الرغم من جمالها المظلم وتحدياتها المثيرة، تبدو أرض الظل وكأنها عالم منفصل عن The Lands Between. فهي كذلك بالفعل، ولكنها أيضًا فارغة بعض الشيء، فهنا نفتقد إلى التنوع والترابط الذي يميز عالم اللعبة الأصلية، سواء على مستوى الألغاز البيئية التي تبدو قليلة ومتباعدة، أو على مستوى الأسرار المخفية بشكل جيد لدرجة أنها قد تجعل الاستكشاف محبطًا في بعض الأحيان. ربما يفتقر إلى العمق! لكن دعونا لا ننسى أنها ورغم ضخامتها وتنوعها، فهي تبقى مجرد محتوى إضافي، لكنني شعرت أنها أعطتنا اكثر من ذلك بكثير.

عالم نابض بالموت والدماء

تعتبر Elden Ring تحفة فنية من حيث الرسومات، بتصميمها الفني المذهل وعالمها الغني بالتفاصيل، ولكن هل هذا يعني أن توسعة Shadow of the Erdtree ترقى إلى مستوى هذا الإرث؟

من الناحية الفنية، تقدم أرض الظل لوحة فنية قاتمة وجميلة في آن واحد، فالأشجار الذابلة وشواهد القبور ورائحة الموت المنتشرة في كل مكان، تخلق جوًا من الكآبة والغموض. ربما ألوان الإضاءة خافتة ومشبعة، مما يزيد من حدة الشعور بالضياع والوحدة.

هنا أريد التوقف عند التفاصيل الدقيقة في البيئة، مثل الأوراق المتساقطة والظلال المتحركة، تضيف طبقة إضافية من الواقعية إلى هذا العالم المظلم، وتشعرك أنك داخل قصر يتزين بثريا ضخمة.

التوجه الفني.. رؤية جديدة أم تكرار؟

من الواضح أن FromSoftware اتخذت توجهًا فنيًا مختلفًا في Shadow of the Erdtree، وهو توجه يبتعد عن الألوان الزاهية والمناظر الطبيعية الخلابة التي تميز عالم اللعبة الأصلية. ويتجه نحو الألوان الداكنة والبيئات القاحلة، والدافع وراء هذا التغيير على ما يبدو، هو لأجل أن يخدم قصة الإضافة بشكل جيد، حيث يعكس الظلام واليأس والموت الذي يحيط بـ Miquella وأرض الظل.

ومع ذلك، قد يجد بعض اللاعبين أن هذا التوجه الفني ممل بعض الشيء، قد يفتقدون إلى التنوع البصري الذي تميزت به اللعبة الأصلية، وقد تبدو أرض الظل متشابهة في بعض الأحيان، وقد لا تقدم نفس القدر من الإثارة البصرية. لكن كما قلنا من قبل، فإنه يخدم الفكرة العامة من القصة على وجه الخصوص.

الغموض والأمل في أرض الظل

ستواجه في رحلتك عبر أرض الظل شخصيات جديدة، بعضها صديق وبعضها عدو، والبعض الآخر يظهر وفاءً منقطع النظير لميكيلا، وستتخذ قرارات صعبة ستؤثر على مصير هذه الأرض المظلمة. وقد يكون لبعضها سببًا في رفع اللعنة عن أرض الظل، لكن يبقى التساؤل هنا.. هل ستكتشف الحقيقة الكاملة وراء Miquella وأهدافه؟

ان ما يظهر في العديد من الأعداء الجدد في أرض الظل مرتبطون بالموت، تجدهم يحملون أسلحة وسحرًا مرتبطًا بالموت، ويستخدمون هجمات تسبب تأثيرات سلبية مرتبطة بالموت، كل ذلك ستراه متجسدًا أمامك.

الأعداء الجدد في أرض الظل يمثلون تحديًا حقيقيًا، بتصميماتهم الغريبة وقدراتهم الفريدة، وذكاء أعلى بكثير من اللعبة الأصلية، وشراسة أكبر بشكل ملحوظ، كل مواجهة تجعلك تشعر وكأنك تخوض معركة ملحمية ضد قوى الظلام، والزعماء الجدد هم تحفة فنية “مريبة” بحد ذاتهم، بتصميماتهم المذهلة وأنماط قتالهم المتنوعة، وما ستلاحظه هو ظهور زعماء “فرعيين” بشكل أكبر من الجزء الماضي وأقوى بكثير.

في بداية القصة، ستقع على مسامعك اسم Messmer في أكثر من حوار، طويل القامة ونحيل، يرتدي عباءة حمراء وسلاحًا يشبه الرمح، ويرتبط بمخلوقات تشبه الثعابين، ويستخدم السحر الناري في القتال. لكن ما يمكنني قوله أنه هو خصم رئيسي في Shadow of the Erdtree، لم أعلم عنه الكثير بعد رغم الساعات الطويلة التي أمضيتها في اللعبة، لكنه يظهر في العروض الدعائية وهو يقاتل Miquella، وألمح إلى أنه يقف في طريق تحقيق حلمها في أرض الظل. لكن السؤال الذي يطرح هنا: هل هو العدو العدو الأخير، أم هناك من هو أقوى منه؟ بالتأكيد ستعرف الإجابة بنفسك.

ملاحظة: حين تبدأ مغامرتك، لن تجد فارسًا ذهبيًا يمتطي حصانًا يعترض طريقك، حيث يمكنك اختبار قدراتك.. بل ستجد عملاقًا ضخمًا يحمل نيران مشتعلة.. هنا أنصحك بالهرب دون النظر الى الوراء. لا تحبط حين أقول لك أنك ستواجه العشرات منهم أمامك في مغامراتك.

أسلحة ومهارات جديدة في أرض الظل

تقدم إضافة Shadow of the Erdtree ثمانية أنواع جديدة من الأسلحة والمهارات التي لا توجد في اللعبة الأصلية، ولا يمكن العثور عليها إلا في التوسعة. حيث تتميز هذه الأسلحة بأنماطها وحركاتها ومتطلباتها الخاصة، وتفتح آفاقًا جديدة أمام اللاعبين لتجربة أساليب لعب متنوعة يمكن اكتسابها، وقد تمكنك من مواجهة التهديدات الجديدة.

لا يسعنا إلا أن نؤكد أن ترسانة الأسلحة والدروع الجديدة المتمثلة في مخالب الوحش و فنون القتال بالأيدي وسيوف كاتانا العظيمة، والعديد من التعويذات وعناصر الترقية الجديدة، بالإضافة الى أرواح الاستدعاء الجديدة، جميعها سيشعرك بتحدي مختلف قليلًا عن المألوف. ألقي نظرة على هذا الكاتالوج الشامل لشرح جميع العناصر الجديدة والارشادات وغيرها الكثير من خلال زيارة هذا الرابط هنا.

تقدم اللعبة للاعبين إضافة جديدة تسمى “مباركة رماد الأرواح الجليل”، والتي يمكن استخدامها في نقاط الـ Grace لتعزيز قدرات الأرواح المستدعاة خلال المعارك، ولكن فقط داخل “أرض الظل”، إضافة أخرى متاحة عند نقاط الـ Grace هي “مباركة شجرة سكادو”، والتي تقلل الضرر الذي يلحق باللاعبين من الأعداء، ولكن حصريًا في أرض الظل.

خاتـمة

في نهاية هذه الرحلة القصيرة عبر أرض الظل، يظل السؤال يطرح نفسه، وهو.. هل Shadow of the Erdtree إضافة تستحق التجربة؟ وهنا الإجابة ليست بسيطة، فهي تعتمد على توقعاتك وما تبحث عنه في Elden Ring.

إذا كنت تبحث عن عالم جديد كليًا لاستكشافه، مليء بالأسرار والتحديات، فقد تكون أرض الظل هي ما تبحث عنه، فهنا تصميم البيئة المظلم والغامض، والأعداء الجدد ذوو القدرات الفريدة، والزعماء الملحميون، كلها عناصر تجعل من أرض الظل مكانًا مثيرًا للاهتمام.

إذا كنت مهتمًا بقصة Miquella وأسرار The Lands Between التي تزداد غموضًا في كل قصة جديدة تظهر من خفاياها، فستجد في Shadow of the Erdtree الكثير لتكتشفه، حيث تقدم الإضافة نظرة أعمق على عدد من الشخصيات المحورية، وتكشف عن أحداث جديدة في تاريخ العالم.

ولكن إذا كنت تبحث عن تجربة Elden Ring الكلاسيكية، فقد تشعر بخيبة أمل بعض الشيء. أرض الظل تفتقر إلى التنوع والترابط الذي يميز عالم اللعبة الأصلية، وقد لا تقدم نفس القدر من التحدي والإثارة.

في النهاية، Shadow of the Erdtree هي إضافة تستحق التجربة، ولكنها ليست مثالية للاعبين الجدد، ولا تتوقع أن تكون تجربة خالية من العيوب. لكن هل ستكون Shadow of the Erdtree بداية فصل جديد في ملحمة Elden Ring، أم مجرد ظل عابر في تاريخها؟ يبقى هذا السؤال مفتوحًا للإجابة.