مراجعة وتقييم Skull and Bones.. هل حققت يوبي سوفت حلمنا بلعبة قراصنة حقيقية؟

تُثير كلمة “قراصنة” خيالنا وتطلق العنان لمختلف التوقعات، من محاربةِ الوحوش الضخمة إلى البحث عن الكنوز المُدفونة، مرورًا برحلة شاقة عبرَ البحار مليئة بالمغامرات والصراعات، فهل استطاعت لعبة Skull and Bones من يوبي سوفت أن تحقّق هذه التوقعات؟

لا شك أن مطور للعبة فريق Ubisoft Singapore، قد أبدع في الآونة الأخيرةِ بإطلاقه العديد من العناوين المميزة، إلا أن لعبة القراصنة هذه كانت لها نكهة خاصة، فهي الأولى من نوعها في أسطول الألعاب التي تمتلكُها الشركة الفرنسية.

أدناه سنتعرف على أداء اللعبة وكيف قدمت محتواها والأهم، هل الفكرة الخاصة بها تم تطبيقها بشكل جيد أم لا، كل هذا سنتحدث عنه والمزيد في مراجعة وتقييم Skull & Bones.

تبدأ اللعبة كما تفعل كل المغامرات الجيدة من يوبي سوفت، حيث تحضر وتشوق اللاعب لما يمكن أن يتعرض له ويختبره في اللعبة. مشهد البداية مميز بحيث تبدأ في خضم معركة بحرية مع تشقق أخشاب السفن وانتشار المدافع من على جوانب السفن من كل صوب ومكان، لتجد نفسك مع سفينتك مطارد من قبل الأعداء البريطانيين عبر المحيط الهندي في القرن السابع عشر ميلادي.

بعد نجاتك بأعجوبة وإنقاذك، ستبحر باستخدام سفينة متواضعة عازمًا على شيء واحد فقط لا غير خلال رحلتك في عالم اللعبة وهو أن تصبح القرصان الأفضل على الإطلاق، وهذا لن يتحقق بكل سهولة طبعًا.

هذا هو محور القصة وهو كيف تصبح قرصان بارع، من لص صغير وفقير إلى قرصان غني يملك مالًا وفير. كل بداية صعبة، لذلك ستبدأ بتعلم مهارات صنع الأشياء وجمع الموارد لتنقل نفسك من قارب صغير إلى آخر أكبر ومن ثم أقوى وهكذا حتى تعد العدة لما هو قادم من مخاطر ومهام أصعب فأصعب.

للحصول على اللعبة اضغط هنا

Skull and Bones

في اللعبة ستتمكن من النزول من قاربك لغرض مقابلة البائعين والتعرف على المهام، وفي طريقك ايضًا ستلاحظ بما يعرف باسم البؤر الإستيطانية التي يمكنك غزوها ونهب ما فيها من فائدة.

احكم قبضتك على قاربك للنجاة!

ستبدأ اللعبة بإظهار التعليمات الأساسية لك للتحكم في القارب، بعد ذلك تتجه إلى ملاذ القراصنة في جزيرة تدعى سانت آن، حيث تبدأ أولى مغامراتك وتقابل أحد الشخصيات الذي يبدأ هو الآخر في منحك المهام المختلفة والمتنوعة، مثل تفجير القوارب والوصول إلى مكان ما في خريطة اللعبة الواسعة وغيرها.

أكثر ما تركز عليه اللعبة وأسلوب اللعب هو القتال البحري باستخدام السفن والمدافع، هناك حرفيًا تكمن المتعة، حياة القرصان ليست عادية ولن تكون أبدًا في مأمن وأنت تبحر على سطح البحار، فإن لم تواجهك سفينة فرنسية أو هولندية من الأعداء سترحب بك أسماء القرش المتوحشة في عمق البحار، وإذا لم تنجح فالنتيجة دائمًا واحدة الغرق مع حطام سفينتك!

لن تضمن الفوز دائمًا بالقوة النارية!

استطاع فريق التطوير الموازنة بشكل جيد في أسلوب لعب اللعبة، على الرغم من التحكم الجيد جدًا والغير مزعج اطلاقًا في التحكم بمدافع السفينة أو القارب وتنوع الأسلحة وإمكانية التعديل على المدافع أو تبديلها بأخرى أقوى لهزيمة الأعداء، إلا أن الفوز في اللعبة لا يكمن باستخدام القوة النارية دائمًا.

في بعض الأحيان، ستجد نفسك محاصر والحيلة الوحيدة للخروج من المأزق هي “المراوغة”، نعم تمامًا كما نشاهد في الأفلام. عند مواجهة عدو واحد فقط بشكل مباشر هنا يكون استخدام الأسلحة أمر فعال، لكن عند مواجهة أكثر من عدو وأكثر من سفينة في عدة جبهات وجهات مختلفة سيكون من الأفضل لك الهرب أو المراوغة.

كانت من أكثر الأمور المقلقة لي في اللعبة هي عدم التمكن في التحكم بالسفينة بشكل جيد خصوصًا عند الدخول في معارك ملحمية، لكن يحسب لفريق التطوير الإهتمام بهذا الجانب المهم في اللعبة، بكل أمانة لم أتخيل أبدًا أن التحكم في توجيه السفينة سيكون بهذه السهولة والمتعة!

ناهيكم عن خصائص Adaptive Triggers و Haptic Feedback الخاصة بذراع جهاز PS5 والمستخدمة بعناية في اللعبة، خصوصًا إطلاق النار من المدافع أو الإبحار، شعور رائع بكل ما الكلمة من معنى.

الطريق إلى الكنز..شاق وطويل!

التقدم في لعبة Skull and Bones ليس سهلًا إطلاقًا، خصوصًا فيما يتعلق بالموازنة بين رتب القرصان والأسلحة التي يبحث اللاعب عن امتلاكها، فمثلًا إذا أردت امتلاك سلاح معين وكانت رتبتك كقرصان لا تسمح لك بامتلاكه فلن تستطيع التقدم في اللعبة، لأنه وبطبيعة الحال المهام تصبح أصعب لذلك ستجد نفسك مجبر على التحديث.

امتلاك الأسلحة القوية يتطلب منك جمع المخططات وزيارة الجزر لإكتشاف كل مخطط، لفعل ذلك هناك عدة طرق، اولها الشراء من البائعين او دمج الموارد وهنا ستكون أمام مهمة بحث وسفر بالسفينة. بالطبع عندما تمتلك سلاح جديد سترتقي رتبتك كقرصان وأيضًا رتبة سفينتك وقوتها.

من السلبيات الكبرى في اللعبة هي البطئ الكبير في التقدم، الذي يسفر عن إجبار اللاعب على السفر حتى أن أردت الشراء لتوفير العناء ستجد أن الكميات المتاحة للشراء ضئيلة الا اذا انفقت أموالًا حقيقية هنا تختلف الحكاية وتتبدل أحوالك، وتستنتج أن عنصر الخدمات الحية هذا في أي لعبة يقتل المتعة أحيانًا.

العالم ليس محفوفًا بالمخاطر فعليًا!

Skull and Bones

أحيانًا عند مواجهتي لفئة معينة من الأعداء أجدهم وبمجرد القضاء عليهم أن الخطر قد انتهى، بمعنى آخر لا يمكن لأي عدو في اللعبة ان يتذكرك بأنك المجرم أو العدو المطلوب. هذا يعني أن سمعة شخصيتك في اللعبة لا تؤثر بل وحتى قراراتك كذلك ليس لها أي تأثير.

في أغلب الأحيان تمر من جانب الأعداء بدون أية مشاكل تذكر، هذا ينبئ بطمأنينة داخلية لك كقرصان، وتجد نفسك تتساءل؛ أين القرصنة وتبعات افتعال المشاكل، أين القتالات والمخاطر الدائمة أو أين أين الإحساس بعدم الأمان في كل مرة تبحر فيها في عرض البحار.

لعبة جماعي متقن ولغة عربية ممتازة

اللعب الجماعي يعتمد على الدعوات في اللعبة، الخادم الواحد يستقبل 20 لاعب تقريبًا لذلك ستجد نفسك في كل مرة تدخل فيها إلى اللعبة محاطًا باللاعبين، يمكن إرسال دعوة أو استقبال دعوة من لاعب معين لإكمال المغامرة أو استكشاف العالم وجمع الموارد، وبالطبع اللعبة ستكون ممتعة مع شريك والجوائز والمكافآت تصبح أكبر وأفضل.

اللغة العربية أصبحت أكثر دقة من ذي قبل مع كل مرة نرى فيها لعبة جديدة من شركة يوبي سوفت، ترجمة القوائم والحوارات والنصوص من أفضل ما يكون، وهي بلا منازع أفضل تجربة متقنة حتى الآن بين الألعاب الخاصة بالشركة وهي نقطة إيجابية للعبة خصوصًا للاعبين العرب في المنطقة.

المرئيات

Skull and Bones

تتميز Skull and Bones برسومات رائعة، حيث يتم عرض المحيط الهندي بتفاصيل مذهلة، والسفن مصممة بشكل جيد، وتسرى كيف تتأثر الرسومات أيضًا بالوقت من النهار والظروف الجوية، مما يخلق بيئة جميلة وغامرة.

أبرز ما يميز عالم لعبة Skull and Bones هو الطبيعة الخلابة، رغم أنها بالتأكيد ليست الأفضل رسوميًا بين ألعاب الشركة ربما بسبب الحاجة الى تصميم عالم شاسع والتركيز أكثر على التفاصيل كلعبة عالم مفتوح، لكنها جيدة جدًا كلعبة جيل جديد، لكن أحيانًا تستشعر برغبة ملحة في التجول في عالم اللعبة لرؤية الأجواء والمناظر الطبيعية بعيدًا عن المهام وحياة القراصنة.

الإيجابيات

  • مهام القصة ممتعة في كثير من اللحظات رغم أنها ليست بتل كالقوة، ولكن مستوى الولاء وطرق التهريب والسطو وغيرها الكثير يجعلها ممتعة.
  • أسلوب لعب سهل للغاية، خصوصًا التحكم في السفن والقوارب بأحجامها المختلفة.
  •  المعارك ملحمية وممتعة للغاية بشكل عام وخاصة في جانب القتال البحري.
  • اللعب الجماعي يعد عنصرًا إضافيًا للإستمتاع أكثر في اللعبة.
  • خيارات تخصيص واسعة وتستطيع تخصيص سفينتك بالكامل.
  • امكانية ترقية العتاد ومعظم العناصر في أماكن محددة.
  • خريطة ضخمة مليئة بالأحداث والمهام والتفاصيل.
  • تعاقب الليل والنهار يجعلك أكثر انغماسًا بطبيعة المناظر الخلابة في اللعبة مع أجواء جميلة ومناطق خلابة.
  • دعم متقن تمامًا للغة العربية كما عودتنا دائما يوبي سوفت.

السلبيات

  • أخطاء تقنية كثيرة تفسد العديد من لحظات المتعة.
  • رسومات اللعبة ليست بمستوى رسومات الجيل الحالي، وحركة شفاه الشخصيات غير مطابقة للأصوات.
  • مشاكل في الإتصال بالشبكة بشكل متكرر.
  • تكرار بعض المهام يجعلك تشعر بالملل أحيانًا.
  • الحاجة إلى بذل مجهود كبير لترقية السفينة ورفع رتبة القرصان.
  • الإعتماد على نظام المشتريات الداخلية Microtransactions.

للحصول على اللعبة اضغط هنا

الخلاصة

جيدة جدًا - 8

8

جيدة جدًا

أزاحت لعبة Skull and Bones الستار عن بعض جوانب حياة القراصنة، ونأمل أن تُصبح مع التحديثات والمحتوى القادم لعبة قراصنة حقيقية تُجسد هذه الحقبة التاريخية بكل تفاصيلها، وعلى الرغم من بعض الأخطاء، إلا أنها مغامرة ممتعة تستحق التجربة وإعطائها الفرصة، خاصة لمحبي ألعاب القراصنة والمغامرات البحرية.

تقييم المستخدمون: 3.5 ( 4 أصوات)

عبد الرحمن الرملي

كاتب و محرر مخضرم في موقع VGA4A, اعشق العاب الفيديو منذ الصغر و أميل بشكل كبير الى العاب الاكشن و الرعب, أكثر سلسلة حازت على اهتمامي هي المخضرمة ريزيدينت ايفل و The Last of Us و Uncharted.
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اداة مانع الاعلانات لمنع ظهور الاعلانات في الموقع, نتمنى منك تعطيلها لمساعدتنا في الاستمرار
close button